jeudi 13 janvier 2011

هديّةُ عيد الميلاد:الشاعر التونسي: أولاد أحمد


تونس:

الخميس 13جانفي 2011

مقر القيادة الشعرية للثورة الشعبية.. والعكسُ صحيحٌ أيضًا

1

أكتبوا وترجموا، فورا، إلى لغاتكم، فقد نُقتل قبل إكمال هذا النص وقد لا نتمكّن منَ الحياة، بسلام، إذا بقي هؤلاء في سدّة الحكم.

2

من الممكن أن يطالب البرلمان بتدخل الجيش.. في هذه الحالة سيتم إنقاذ السلطة من السقوط ونكون قد خدعنا..واصلوا التظاهر وأقيموا علاقات أخوية مع الجنود..لا تعودوا إلى بيوتكم إلا إذا تأكدتم من مغادرة العصابة للبلاد..أو باتجاه أقفاص المحكمة الجنائية.

3

ومن الممكن أن يجد النظام حلاّ مع المعارضة غير الودية التي طالما قمَعَها..في هذه الحالة ذكِّروهم بأن الشعب هو المعارضة الحقيقية التي رابطت في الشوارع، طيلة شهر كامل ولا تزال ،والرصاص يمرح في رؤوسها وصدورها..وليكن شعاركم في المسيرة الكبرى والنهاية باتجاه الحرية والسيادة:

تأجَّلُوا.. تأجَّلُوا

ليِرْحَلُوا.. ليٍرْحَلوا

4

الجنرال سيخطبُ بعد نصف ساعة: وسيستجدي منكم منحه فرصة للتكفير عن ذنوبه.لا تستمعوا إليه.إذا هرب أو استقال..رابطوا في الشوارع وطالبوا برحيل الحزب الحاكم المسئول عن تدمير البلاد لأكثر من نصف قرن.

هديّةُ عيدِ الميلاد

قالت له: عيدُ ميلادي يتعجّلُ الخُطى

قال لها: طلباتكِ يا مولاتي

قالت:إنهم يكرهوننا سويُِّةً ولا أملَ لنا معهم في توريث الحكم لأبنائنا وأصهارنا.

قال لها: ما نوع الهدية التي توديّن

قالت له:مائة قتيل من العامة والخاصة

قال لها أعيدي الكمّية بالأرقام

أمْلتْ عليه مشافهةً..لكن من اليمين الى اليسار:

ـ صفر.صفر.واحد

قال لها:

قرّبي الهاتف من فمي.. وأَذِنَ لمعاونيه بالشروع في أكبر مجزرة شهدتها البلاد منذ الغزوة الهلالية لبلاد افريقية في أواسط القرن الحادي عشر.

هي اسمُها: ليلى الطرابلسي وهو اسمه: الجنرال: زين العابدين بن علي.. حاكم تونس حتى هذه اللحظة التي تتكدّسُ فيها جثث الشهداء منتظرة أن يظفر الشعب بانتصاره الحاسم ليواريها التراب الوطني المحُرّر بما يليق بها من إكبار وإجلال.

ـ "نحكُم أو نقتُل:

هكذا اتفق الزوجان على إكمال بقية حياتهما فيما كانت الفرص متاحة أمامهما لركوب اليخوت والطائرات التي يملكانها.. هما اللذان شاهدا أكثر من مرة،على الشاشة، نهاية موسليني ونهاية زميله تشاوسسكو..لكن دون أن يتّعِظا ؟

قال لها مُلاطِفًا:

لقد كذبتُ على الشعب حين وعدتُه في السابع من نوفمبر 1987 بأن لا مجال للرئاسة مدى الحياة ثم أجبرتني أنتِ يا ليلى على تغيير الدستور أكثر من مرة حتى لا أكون فقط رئيسا مدى الحياة بل رئيسا مدى الممات كذلك؟

قالت له:

أريد أن تقبّلني قبل أن أجيبك

قال لها: من أين؟

قالت: من ركبتي

قال: لا حيلةَ لديَّ حيالكِ

قالت:

أريد أن تعُضَّني الآن ولْتَسِلْ دماء غزيرة

قال لها: من أين؟

قالت: من مدن سيدي بوزيد والقصرين وتالة والرقاب وبنزرت وبنقردان وصفاقس وقابس باجة وقفصة وتوزر وجندوبة والكاف وسليانة والكاف والحامة وتوزر ومدنين ونابل وسوسة والمنستير والمهدية وقرقنة..

عُضّني من القيروان وأطِلْ القُبلة حتى نَصِلَ إلى العاصمة تونس فنشْتعِلَ شَبَقًا مثلما اشتعل محمد البوعزيزي أمام ولاية سيدي بوزيد في منتصف شهر ديسمبر الفارس.

قال لها:

قبل أن أعضّ هذه المناطق:ماذا فعلنا بالمعارضة؟

قالت:

وضعناها في الجيب.

والإعلام قال ؟:

هو تحت حذاء مستشارنا الوفي عبد الوهاب عبد الله:أجابت.

سؤال أخير وأشرع في العضّ.. قال:

هل لديك إحصاء دقيق لممتلكاتنا الشخصية ؟

قالت :

نملك الخزينة العامة ورجال الأمن والمليشيات الملثمة وليس هناك شركة لا نسبة لنا في أرباحها أو مشروع اقتصادي لا يدر علينا قدرا من الجباية.. نملك صداقات لنصف أثرياء العالم..ونملك كلّ الأراضي الخصبة في البلاد.

قال لها: من نحنُ بالضبط؟

أنا وإخوتي وأخواتي وأنت وأصهارك وأقاربك :أجابت.

في الخارج

ـ باريس وواشنطن وروما "مستاءة من الاستعمال غير المتكافئ للعنف"

ـ عمرو موسى ينتظر أن يتقلّصَ عدد سكان تونس إلى النصف"

ـ المغنون والراقصون العرب يتحسّرون على ما قد يحدث من تخريب لمسرح قرطاج الشهير فلا يجدون مكانا أفضل لمدح الجنرال وزوجته

ـ العقيد معمر القذافي، الذي نشكره على فتح الحدود أمام التونسيين، وزميله عبد العزيز بوتفليقة، الذي طاله الغليان التونسي،يتفرجان على القتل الموزون والمقفى ويفكران في مستقبلهما الشخصي مستكثريْن على الشعوب حقها في الاستقلال من الاستقلال ؟؟

في الخارج أيضا

تونسيات وتونسيون مناضلون، شرفاء، يقفون مع شعبهم كما لو أنهم ليسوا موزعين ومنفيين هناك وهنالك..بل هنا تحديدا في عين التسونامي التونسي الذي أذهل العالم.

لقد حرمهم البُعد منْ أن تتطهّر أيديهم بدماء إخوانهم الشهداء.. وها إن الكتابة تقوم بالوساطة..بأكثر ما يجبُ من الخشوع.

في الداخل مرة أخرى

حظر تجول لليوم الثاني على التوالي.مواجهات عنيفة بين الشعب ورموز السلطة.الجيش ينتشر في المناطق الحساسة وينسحب من بعض المناطق تاركا لمليشيات الحزب الحاكم ولقناصة بن علي و لعصابات ليلى الطرابلسي المجال مفتوحا للنهب بهدف إقناع العالم أنهم وحدهم قادرون على توفير الأمن. عشرة شهداء على الأقل وعشرات الجرحى.

شعرٌ حتى النصر

الرّيحُ آتيةٌ

وبيوتُهمْ قَشُّ

والكفّ عاليةٌ

وزجاجُهم هشُّ

لا تحزنوا أبدً

يا إِخوتي أبدَا

إن شرّدوا طيرًا

يمضي لهُ العشُّ

تحيا تونس التي هي نحنُ



Aucun commentaire: