بعد ما استقلت البلاد ببعض سنوات، تحزم سي الحبيب في عملية "تحديث" البلاد و محو "مخلفات" التـأخر وعقليات الولياء والصالحين والشعوذة والزوي وما تابعها. أول ما بدا بيه هو حلان الأحباس اللي كانت تشكل القاعدة المادية والاقتصادية للطرق الكبار في البلاد كيف القادرية والعيساوية والرحمانية والتيجانية و غيرهم. و كذلك على مستوى آخر عدد كبير من الزوي وقع "تأميمها" و دخلو في املاك الدولة.
بالشوية بالشوية تقلصت الحركة متاع الطرقية و ما تابعها من زرد و خرجات و مقدمين و زيارات و حضرات. بها الصيفة دخلت هالطرق الصوفية في نوع من السبات و شبه السرية و كانت النظرة ليهم فيها برشة ريبة. و ما قعد منهم كان بعض الظواهر "الفولكلورية كيف خرجة سيدي بوسعيد بحكم أنها دخلوها في الحاجات اللي "تخدم" السياحة و الا الموسم والحميسات متاع سيدي بالحسن اللي قاومو البعض من أعيان الحاضرة باش تقعد التظاهرات متاعُه متواصلة.
المهم المشهد متاع الحركة الطرقية في السبعينات و في ما بعد تبدل تماما إضافة اللي الأجيال الجديدة من الشبيبة تكونت في المدرسة الجديدة متاع الجمهورية اللي تحمل في برامجها ومنظومتها التعليمية قيم وأبعاد الحداثة والمعاصرة....
بعد إزاحة سي الحبيب على إثر الانقلاب الطبي اللي بموجبُه وقع إثبات عدم قدرتُه على تسيير البلاد، واستلام مقاليد الدولة من طرف الجنرال الدكتاتور الهارب، بدا ت ترجع الروح للطرق والزوي وكذلك لمظاهر الشعوذة والغيبيات والسحر والطلاسم والتطبيب الرعواني على أوسع نطاق و في العلن وعلى طريق الإشهار في الجرايد والمجلات....
في أخر الثمانينات، من أشهر الطرق اللي صارت عندها حظوة كبيرة وأتباع طريقة "سيدي الحباري".... و كيف ما كانت في العهد الحسيني في القرن التاسع عشر الطريقة القادرية والتيجانية طريقة البايات ووجهاء القوم ، أصبحت الطريقة الحبارية طريقة الدولة الجديدة بكل مكونات و مقومات الطريقة من سناجق، و أتباع و مريدين و شواش و مقدمين و زاوية الأم والزوايا الفرعية و مواسم وخرجات و حضرات و منشدين ومناشدين وعمل و متخمرين ومتخمرات و بخور و أوراد و و و و.......
العمل متاع حضرة سيدي الحباري ما عندوش حصر ولا عد من الجوقة الصغيرة للجوقة اللي تعد الآلاف من بنادرية و منشدين و متخمرين بحظور الباش جائر الأول و الا بحضور نوابُه المزرعين في البلاد الكل.
بصورة عامة العمل من ناحية ما فيهش برشة خيال بحكم الفقر الذهني متاع "الفقراء" القايمين من "القوالة"على محتوى الأوراد و تنويع كلامه اللي يتلخض ديمة في مدح "الباش جائر الأول" بصورة لا فيها لا نقاش ولا جدل مع بعض التلوينات في السنين الآخرة اللي تم فيها تدخيل بعض المدحات لللا "البية" ولية الحجَّامات وصنايعيات النقاء والسكر.
تتكون الجوقة في العادة من جماعة العرعور القوي أصحاب الجعب الصَّادي والبعران المقادي. والمسهلة متاع علاقة الجعب والبعران مسألة بيولوجية معروفة لآنه على قد ما يقوى الصوت في المديح ينور البعران بالريح والا بلا ريح.
يبدا العمل بدخول أهل الصنعة بالسناجق الحباري اللي يبداو يذريو على اليمين وعلى اليسار و يكونو اصحاب العرعور لفين رقابيهم بلحف حباري و قبل ما يبداى المديح بالميزان والزكر والكرنيطة و ما تابعها من تشتريات و طيران و طبول، و بعد ما يدخلو الزاوية، يتصفوا صفوف متقابلين و يبداو بقراية الجزب الكبير اللي يتبعوه المسبعات يحب يقول يقراو سبعة في سبعة:
· ورد العناية الموصولة،
· وورد رفع التحديات،
· وورد اللفتة الكريمة،
· وورد ذوي الاحتياجات الخصوصية،
· وورد للا البية تحضرلك في كل ثنية
· وورد معاه نجحنا ومعاه نواصل
· وختامها مسك ورد الخيار الأوحد
كيف قريب يكمل الورد تتعبى الزاوية بالفقوص و يسخن الميزان و تبدا الحضرة إيدك وحديدك واشكون ياكل أكثر من صاحبو فقوس.... وتخميرة الفقوس عملو فيها تنويعات خيالية بفضل المزج بورد العناية الموصولة اللي ربطوه باللفت والكريمة وما عادش التنافس في الماكلة بركة أمَّا طوروها لين ولاو آشكون يتحمل أكثر فقوس ولفت مغطس في الكريمة في بعرانُه وفي هاللحظة بالذَّات يهبطو جماعة البعران الل في العادةفيوتمبك التخميرة يكونو هبطوا السراول (للي ما زال عندهم سراول) و يبداوا يختارو في أغلظ فقوس و يحشيو فيه في بعرانهم.......
وجماعة البعران على وجه التحديد معروفين بمشيتهم اللي خذاوها على التُّعيبات بحكم خشن الفقوس اللي تنافشو في حشيانُه في مؤخراتهم، ويكبر بيهم الشيء لين ولاو "أدِّيكتذ" و ما ينجموش يصبرو على هالصنعة.....
تنجمو تلاحظوهم هالأيامات متخمرين على القنوات التلفزية و بعض الجرايد والمطلوب اليوم الحجز السريع على كل أوراد هالزاوية متاع سيدي الحباري و مطالبة فلاحين بلادنا أنهم يصبرو عامين والا ثلاثة على عدم زرعان الفقوس و ما شابهو كيف القرع بوطزينة والبيتنجال والمخافظة التامة على متراك الشرطة والبوب لأنه حالة المانك متاع أتباع سيدي الحباري تنجم تخليهم يحشيو في بعرانهم أي شي يفكرهم الخيار الأوحد.
1 commentaire:
Excellent, Si Ali!
Excellent!
Merci pour ce premier fou-rire de la journée.
Alia Tabaï
Enregistrer un commentaire