vendredi 28 janvier 2011

كان بودِّي

قصيد تكتب في زمن القهر، اليوم جاء وقته هدية للأجيل اللي حققت المعجزة، ليهم من أعماق الجوارح والوجدان لأنهم رجعولنا العزة باش نكونوا أباتهم وأماتهم

كان بودِّي

نسارّك بكلام

ما بين همس و حن

و تعبير عن وجدان

و ما يصطخب في كيان

من نَوْ و من موجات

و من أرياح شلوق

في شهر أينّار

***

كان بودِّي

تكوني في احلامي ندِّي

و ما نخجل من بياض الشيب

و ما نوطـِّي من غبطة النظرات

و ما نخبِّي مالمحبة احساس

و ما نرقب عيون النَّاس

يتلفتو قدى شورنا

و يتعجبو في العشق عند مرورنا

و يتساءلو على اسرارنا

و يتهامسو و يتناقلو في اخبارنا

***

كان بودِّي

نغرس سباسب جلمة

زنبق و ورد و نسري

تعطـّر سرير منامك

و نقدّل[1] هناشر مكثر

حنة لزين أقدامك

و نجمع نجوم الليل

و بالصبر ننظمهالك

من سمح القلايد جوهر

و سخاب[2] من عنبر بلاد بعيدة

***

كان بودِّي

مِنَ مْشَاعِرِي نسدِّيلك

حولي[3] بغزل قوافي

و جدّادْ[4] قسيم عوارم

مرقوم وشمه خيلي

و نقوله يا حولي:

وقـِّي على محبوبي

نا نخاف من شمس الضحى تصهدها

و هبوب الشهيلي الحارقة تلفحها

و من نسمتك يا بحري[5] مهما حنـَّت

نغتاظ و تنفتح الأجراح

***

و تهزني لرياح

فوق السحاب الطاير

مع بسمتك

مع حيرتك

و مع الحنين الهادر

و مع اليأس اللي فيك و في

مع نور الرجا في الفجر

مع ظلمة ليلي الهجر

مع نغمة الحن في همساتك

مع هدير الخوف في جواجي

مع ساعات الصمت بيني و بينك

مع ترتيل الشعر في ما تكتب

مع احساس التعب بالوحدة

مع دكـّات الغضب تتفجر

مع كل نبضة حب في شراييني

نرتاحلك و نحس نظراتك بدفئها تغطيني

و بطيف الأمل يرجع، يرجع من بعد العناء

من عذب العيون الساحرة يرويني

***

و في لحظة يرجع لعقلي الشاهد

نلقى العمر اتعدّى

مهما العمر اتعدى

و ليَّام مني صدّت

لا يضيع مني ودّي

و نبوحلك بأشعاري

و نسارك بأحلى معاني العشق

الحاء حياتي حيات

و الباء بالبدء مع طيفك ضوت و بدات

و مهما الموجة العاتية تتعلـّى

لا يضيع منـِّي ودِّي

أنك في يوم، في حلم، أو في علم...

تكوني أحلى ندّي



[1] أحميها من أن يدخل لها أحد

[2] عقد من مادة العنبر و المحلب سوداء اللون لها رائحة طيبة

[3] نسيج من الصوف الناعم أبيض اللون يلبسه الرجال يغطّي كامل الجسم بربطة من قطعة حريرية و الكلمة حولي مشتقّة من الحول أي العام يقال أن نسيجه يستغرق عاما كاملا

[4] هو الخيط الصوفي المستعمل لسدوة المنسج Fil de trame و صوف النسيج تسمّى القبام

[5] البحري هو ريح يهب قادما من البحر مشحونا بالرطوبة و البرودة يخفف حرارة الليلي الصيفية بالجنوب و يترقبه الناس بفارغ صبر

Aucun commentaire: